يوم الشهيد، ذكرى عزيزة وغالية على كل المصريين، نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد والعهد، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال بذلوا كل غالٍ ونفيسٍ من أجل أن يحيا هذا الوطن ويبقى كريمًا أبيًّا، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا مقاومة العدو بشرف وبسالة، ضاربين المثل للأجيال القادمة في الفداء والتفاني والتضحية. لعل يوم الشهيد في التاسع من مارس كل عام، مناسبة متجددة، ليس فقط لتكريم أرواح الشهداء الأبرار، من القوات المسلحة والشرطة، لكنها بمثابة تقدير وتكريم لعطاء الصامدين الذين يحملون مسؤولية هذا الوطن، ويَصِلُون الليل بالنهار، لتبقى مصر، ويبقى شعبها العظيم، في سلام وأمان واستقرار وطمأنينة. إن الواجب يحتم علينا القول إنه إذا كان الماضي زاخرًا بأمجاد الأجداد والآباء، فإن الحاضر أيضًا سيكون مصحوبًا بإنجازات الأحفاد، لأن ما سطره شهداء مصر الأبرار من تضحيات، سيتوقف التاريخ أمامها إجلالًا واحترامًا، لتأتي الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم وما قدموه من عطاء. كما نود التأكيد أيضًا على أنه لولا تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سالت فداء للوطن وترابه المقدس، لم يكن هناك وطنٌ ولا استقرار، أو أمن وسلام وطمأنينة، ولذلك ستبقى راية مصر شامخة وعالية خفَّاقة، محفوظة بعناية الله ورعايته، ثم بفضل أولئك الذين يضحون بحياتهم وأرواحهم في سبيل الوطن الغالي، وتوفير المناخ الآمن والمستقر لمصر، لتنطلق نحو آفاق أرحب لتحقيق التنمية الشاملة. في الندوة التثقيفية التاسعة والثلاثين، التى نظمتها إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، بمناسبة ذكرى الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، وتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أبهرت إدارة الشؤون المعنوية، العالم كله، بصورة مصر القوية، وتكريمها لشهدائها الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يبقى الوطن في أمان واستقرار. حفل أكثر من رائع، اختلطت فقراته المتنوعة بدموع المصريين، من خلال مشاهد حيَّة ومؤثرة، تنوعت ما بين تكريم الشهداء وبطولاتهم، وبين تواجد أبناء الشهداء، في رثاء آبائهم، في مشهد يعزز الوعي الذي يمجد أدوار البطولة التي جسَّدها هؤلاء الأبطال في الذود عن اوطانهم وتراب مصر الغالي. لقد أبدعت الشؤون المعنوية في نقل صورة مصر للعالم، وتجسيد الوحدة الوطنية وتلاحم أبناء الوطن في الدفاع عن ترابها واستقرارها، وتضمنت الفقرات مشاركة كبار نجوم الفن المؤثرين في الدراما المصرية على مدى عقود، مما كان له أثر كبير في نجاح الاحتفالية الكبرى في ذكرى يوم الشهيد، وبأساليب جديدة عصرية، باستخدام أحدث التكنولوجيا في العروض. مستوى راقٍ ظهرت به الاحتفالية ، كان له صدىً كبيرًا في نفوس أسر الشهداء، والشعب المصري ، خصوصًا في فقرة فنية غنائية عن "الشهيد"، وأخرى ثرية لقصة المرأة المصرية الأصيلة،  "هي دي الست المصرية الأصيلة"، كما أبدعت الشؤون المعنوية في عرض فيلم تسجيلي بعنوان "أبطال من بلدي"، يستعرض تضحيات شهداء الوطن على مر العصور لدعم قضايا الأمة العربية. تحية واجبة نقدمها لشهداء وأبطال القوات المسلحة والشرطة، في ذكرى الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، وتحية خاصة لإدارة الشؤون المعنوية على جهودها الكبيرة التي أضفت على المناسبة بُعدًا وطنيًا وإنسانيًّا.