السوق العربية المشتركة | «فيلا حليم»: «الحب المهجور»..و«أسرار الجدران»

فيلا العندليب عبد الحليم حافظ الكائنة فى البيطاش بمنطقة العجمى بالإسكندرية التى تموجت فيها حكايات حليم

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 13:04
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«فيلا حليم»: «الحب المهجور»..و«أسرار الجدران»

فيلا "العندليب" عبد الحليم حافظ، الكائنة فى "البيطاش" بمنطقة العجمى بالإسكندرية، التى تموجت فيها حكايات "حليم" بين "السعادة" و" الآلام"، ولايعنينى ما آل إليه حال "الفيلا" من "خراب"، فإذا كان صاحبها تحول جسده إلى سراب، فكيف أهتم لحال الحجارة؟



شهدت هذه "الفيلا" مواقف إنسانية وفنية لـ"العندليب"، تكاد جدرانها تنطق بها، أبرزها خلافه الحاد مع حسين كمال مخرج فيلم "أبى فوق الشجر"، عندما طلب منه أن يصور مشاهد البلاج و"حليم" عاريا من الجزء العلوى بـ"المايوه فقط"، فرفض "العندليب" بشدة وصرامة، رغم محاولات المخرج الكبير إقناعه، بأهمية تصوير هذه المشاهد بهذه الصورة، وبعد "شد وجذب" فى أطراف الحديث، تساقطت دموع "حليم"، فقال له "كمال": "ليه بتبكى ياحليم".. فرد عليه "العندليب": "عاوز تعرف أنا ليه رافض تصوير المشاهد بالمايوه فقط"، فخلع العندليب "التيشرت" الذى كان يرتديه، ثم قال للمخرج: "شوف ياكمال أنا جسمى متشرح ازاى من خياطة العمليات.. عايزنى أطلع إزاى قدام الجمهور وأنا متشرح كده؟!!"، فقال له المخرج: "فهمت يا حليم..بس أوعدك أن أثر العمليات مش هيظهر فى المشاهد.. ده وعد منى"، ووافق "العندليب" بعد محاولات مضنية من كمال حسين، ومن يدقق النظر فى مشهد إغراق حليم بـ"جرادل المياه" سيجد أثر العمليات، الذى حاول المخرج إخفاءها بـ"زوايا كاميرات التصوير".

كما شهدت فيلا البيطاش، مواجهة عنيفة بين "العندليب" و"الفاتنة"سعاد حسنى، زوجته فى السر آنذاك، عندما طلب منها "العندليب" أن تتوقف عن حفلات السهر، التى تقيمها فى شقتها بالقاهرة، وكانت تضم أهل الفن والسياسة، لدرجة أن "العندليب" ذكر لها أرقام السيارات التى كانت تقف تحت عماراتها كل ليلة، وأصحابها للعب "البوكر" فى شقتها، فقالت له "السندريلا": "موافقة ياحليم أمنع السهرات دى..بس بشرط تعلن جوزانا"، فرفض العندليب طلبها وقال لها: "إحنا اتفقنا يا سعاد من الأول أن جوازنا يبقى فى السر" فطلبت منه الانفصال وشعرت ب"جرح غائر" لشعورها بأن "حليم" يستعر منها ويرفض إعلان زواجهما.

ورغم أن "العندليب" كان يذوب عشقا فى "السندريلا" غير أن "العرق الشرقى" كان يمنعه من إعلان الزواج منها، لأنه كان يعلم بأمر الأفلام المسجلة لها من جانب المخابرات، ضمن إنحرافات المخابرات فى عهد صلاح نصر، الذى تمت محاكمته فيما بعد، كان يدرك "العندليب" أن هذه الأفلام ستفوح رائحتها فيما بعد، رغم أنه كان يعلم أن "السندريلا" أجبرت على هذه العلاقات من جانب صلاح نصر، الذى تسبب فى هروب عدد من فنانات مصر، لتفادى الوقوع تحت طائلة "نصر" وفى مقدمتهم فاتن حمامة.

وخرجت "السندريلا" باكية من فيلا "العندليب"، لرفضه إعلان زواجهما، واستقلت سيارتها متجهة إلى القاهرة فى ساعة متأخرة من الليل، بعد "وصلة عتاب" بينهما عجلت بـ"الانفصال" و"الفراق" بينهما.

ومن الطرائف التى كانت تشهدها "فيلا حليم" اللقاءات التى كانت تجمعه بالشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، فربما لا يعلم الكثيرون، أن علاقتهما تمتد جذورها إلى أعماق الطفولة، حيث كان يجمعهما الزمالة فى "ملجأ الأيتام" بالشرقية، والطريف أن "نجم" كان يشترط على "حليم" للمجىء إلى "فيلاته " أن يكون واجب الضيافة نوعا من " المشروبات الممنوعة"، ورغم أن العلاقة بينهما كانت يطفو عليها جو المرح، لكن لم يجمعهما عمل فنى، لعدة أسباب أبرزها أختلاف الألوان الفنية، كما أن "الفاجومى" كان ضد النظام،طيلة الوقت، بينما "حليم" كان رجل النظام الأول فى عالم الفن فى العهد الناصرى.

وحاول "العندليب" مرارا وتكرارا إقناع "نجم" بالتخلى عن معارضة النظام، والتركيز فى فن الكلمات، لكن "الفاجومى" كان يقول له: "أنت عايزنى أبقى ناعم وخبيث زيك..خليك أنت فى الحريم إللى بتحبك وسيبنى فى حالى".

وتدخل "حليم" أكثر من مرة لإنقاذ "نجم" من الاعتقال، لكن "الفاجومى" كان يتجاوز كل "الخطوط الحمراء".

وشهدت جدران "فيلا العندليب" دخوله فى نوبة أكتئاب لقرابة "3 أيام" بعد حفلة "قارئة الفنجان" الشهيرة، التى شهدت مشادته مع الجمهور، وكان يكتفى بالخروج إلى الشاطئ نهارا، والجلوس ليلا مع حارس الفيلا، رافضا الرد على الهاتف، فاضطر مجدى العمروسى "صديق عمره" إلى المجىء من القاهرة إلى الإسكندرية، لإخراج "العندليب" من "نوبة الأكتئاب"، وقال "حليم" وقتها ل"العمروسى" إن المطربة الجزائرية وردة، وزوجها بليغ حمدى، هما من حرضا قلة من الجماهير، لإفساد حفل "قارئة الفنجان"، بعد رفض "حليم" أغنية "هو يا قلبى إللى اختار" التى عرضها عليه "بليغ" والتى غناها فيما بعد هانى شاكر.

وقبل رحلة العندليب، الأخيرة إلى لندن، التى شهدت وفاته، كان يقيم فى "الفيلا " فأصابه نزيف حاد، وتم استدعاء طبيبه الخاص، الذى أصطاحبه إلى مستشفى المواساة فى الإسكندرية، لدخوله غرفة العناية المركزة، وسافر بعدها "العندليب" إلى لندن، فى رحلة الأوجاع الأخيرة على قيد الحياة.